أفكار
ابتكاريه لإنشاء مؤسسات مصغرة في تربية المائيات
فكرة
استخلاص الغدة النخامية من أسماك الكارب(الشبوط). بقلم نعيم بلعكري
أسماك
الشبوط الأكثر وفرة في العالم وفي الجزائر، ثمنها رخيص، ملايين الأسماك ترمى
رؤوسها، وغدتها النخامية هي الأفضل عالميا
الغدة
النخامية موجودة في رأس الأسماك، تستعمل في تحفيز الأسماك على التفريخ وثمنها
مرتفع يصل 120 دولار/01 غرام.
*****************************************************************************
تتكاثر
الأسماك في المياه الطبيعية في أماكن معينة وأوقات مناسبة من السنة حسب الظروف
الطبيعية وحسب الإحتياجات الفيزيولوجية لكل نوع من الأسماك.
ومع
التطور التكنولوجي والأبحاث الرامية إلى زيادة الإنتاج وانتخاب أنواع ذات قيمة
تجارية عالية من الأسماك، وبهدف التحكم في الإنتاج السمكي، تم تطوير تقنيات
التفريخ الاصطناعي للأسماك، وذلك باستخدام عدة هرمونات تتحكم في النضج الجنسي
للأسماك من خلال تحفيز إنتاج البيوض والحيوانات المنوية ، وكانت أولى تجارب
استعمال الهرمونات سنة 1929.
والتفريخ
الإصطناعي له عدة مزايا منها التحكم في الإنتاج من خلال تفريخ الكميات المرغوبة من
زريعة الأسماك وفي أوقات مرغوبة، بالإضافة إلى إمكانية التزاوج بين أفضل الأسماك
التي يتم اختيارها بعناية وبالتالي إنتاج أنواع جيدة من الزريعة والحفاظ على أفضل
السلالات التي يكون نموها سريعا ومقاومة للأمراض، كما يساعد على التحكم في
الكثافات واوقات ومعرفة أوقات الإنتاج مسبقا وغيرها من المزايا.
وتوجد عدة
هرمونات ومحفزات تستعمل في تفريخ الأسماك منها الأوفابريم(Ovaprim ) وهرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية ( (HCG، ومن أهم المحفزات
المستعملة هو الغدة النخامية(La glande pituitaire
(ou hypophyse)) ، والتي توجد في رأس الأسماك، هذه الغدد تقوم بإفراز هرمونات
تحفز البيوض على النضج الجنسي لدى إناث الأسماك وكذا الحيوانات المنوية لدى
الذكور.
في عملية
التفريخ الإصطناعي للأسماك، يمكن استخدام الغدة
النخامية لأي سمكة ناضجة جنسيا(الأفضل أن يكون وزنها أكثر من 01 كغ)، حتى يمكن
استخراج الغدة النخامية بسهولة، غير أن الغدة النخامية لدى أسماك الشبوط(الكارب) تعتبر
الأكثر استخداما في العالم، خاصة وأن هذه الأسماك متوفرة طبيعيا وقيمتها التجارية منخفضة،
كما أن نضجها الجنسي يكون مبكرا(2- 3 سنوات)، بالإضافة إلى أحجامها الكبيرة نسبيا.
ففي الولايات المتحدة
الأمريكية وكندا يتم استخدام الغدة النخامية لأسماك السلمون لاصطيادها بكثرة في
الأنهار التي تعتبر مناطق لتفريخها الطبيعي، وفي الهند يتم استخدام الغدة النخامية
لسمك الكارب الهندي وهكذا.
ويوفر الكارب الشائع أفضل نوعية من الغدة النخامية قبل بداية موسم
التكاثر مباشرة ، عندما يصل تطور الغدد التناسلية إلى مرحلة البويضة الساكنة.
وعندما تتكاثر الأسماك بشكل طبيعي، فإنها تستخدم المحتوى الهرموني للغدة النخامية
الخاصة بها. بحلول هذا الوقت، كانت الغدة قد أفرغت نفسها عمليًا من الهرمونات ولا جدوى من
استخلاصها. لكن الكارب الشائع يعيد تغذية المحتوى الهرموني لغدته بسرعة، خاصة في
المناخات الحارة: بعد 2-3 أشهر من التكاثر، يتم إعادة تكوين المحتوى الهرموني
للغدة النخامية.
طريقة الحصول على الغدة
النخامية
تتم طريقة جمع وحفظ الغدة
النخامية للأسماك البالغة من الكارب العادي للأسماك التي يزيد وزنها عن 3.5 كغ
لكلا الجنسين، وأفضل نوعية تكون قبل التناسل.
تتم طريقة الجمع عن طريق
فصل الرأس السمكة وقطع الجزء المنحدر وقمة الأنف العلوية ويجب أن يكون فصل الجمجمة بواسطة سكين من
المنخرين حتى الحافة العليا من العين، وبعد ذلك يكون مخ السمك مرئيا ويدار الجزء
العلوي من المخ للأسفل، وعند ذلك يمكن رؤية الغدة النخامية بشكل بني مصفر، ثم يتم
التخلص من الغشاء المحيط بها، بعد ذلك يتم إزالة الغدة النخامية ويتم حفظها إذا
كان الغرض من استخدامها طازجة، بحيث تُطحن
قبل الإستخدام ويمكن أن يُنزع منها الدهن باستخدام كحول(بحجم 15 – 20 مرة حجم الغدة
النخامية).
ويمكن أن تحفظ لمدة طويلة
بعد المعاملة بالكحول أو الأسيتون مرتين يفصل بينهما من 8 – 10 ساعات، وبعد 24 –
30 ساعة من المرة الثانية يتم التخلص من الأسيتون، ثم يتم نزع الماء من الغدة النخامية
عن طريق وضعها على قطعة من ورق الترشيح لمدة 15 – 20 دقيقة، وبعد ذلك توضع بداخل
زجاجة صغيرة ملونة وتقفل بإحكام ويُكتب عليها النوع وتاريخ الجمع. وهكذا يمكن حفظ
الغدد النخامية لعدة سنوات.