هكذا يُستخدم نبات الشريخ البري لصيد الأسماك

 

محمد عبد الرؤوف

تعتبر منطقة المصيف القلي بالجهة الغربية لولاية سكيكدة (شرق الجزائر العاصمة)من أفضل المناطق الطبيعية في الجزائر، نظرا لمناظرها الخلابة وتنوعها البيولوجي الفريد من نوعه سواء الغطاء النباتي أو الحيوانات والطيور وأسماك المياه العذبة.

 

المنطقة بها عديد الأودية دائمة الجريان ذات المياه الباردة النقية، مما جعلها موطنا لأسماك ذات أهمية تجارية وبيئية، على غرار أسماك لابلات، الشبوط، الباربو وسمك الترويت'' زاهور باللهجة المحلية نسبة لمنطقة واد زهور بالولاية ''، هذه الأخيرة لم يُجد لها أثر في المنطقة منذ سنوات الثمانينات حسب مختصين وسكان من المنطقة. فضلا عن هجرة أسماك الحنكليس المهاجر من البحر لهذه المنطقة بحثا عن الغذاء والأمان.

 

وأصبح وجود الأسماك في هذه الأودية مصدرا للصيد لسكان المنطقة مما يوفر بروتينات حيوانية طازجة وعالية القيمة الغذائية، غير أن الرغبة في الصيد الوفير جعل البعض يلجأ إلى استعمال بعض التقنيات والوسائل الضارة للظفر بأكبر عدد ممكن من الأسماك ولو على حساب البيئة والتنوع البيولوجي.

 

وتعتبر تقنية استعمال نبات '' اللزاز'' الأكثر شيوعا، حيث تتمثل في استعمال نبتة سامة تنمو في المنطقة لتخدير الأسماك وشل حركتها من خلال مهاجمة جهازها العصبي، هذه النبتة تسمى الدفنة اللاحفة كما تسمى المثنان حسب إبن بيطار، اسمها اللاتيني Daphne gnidium، ويطلق عليها محليا '' الشريخ ''، حيث يتم سحقها بالحجر جيدا ثم يتم غلق المجرى المائي وتوقيف حركة المياه ومنعها من التجدد، ليتم بعد ذلك وضع هذا المسحوق في البركة المتشكلة، وبعد حوالي ساعتين من الزمن يبدأ السمك في النفوق.