بقلم: نعيم بلعكري
إنطلقت على مستوى
المحطة التجريبية الصيد البحري وتربية الأسماك القارية بولاية سطيف، حملة تفريخ
سمك البارش، أو ما يسمى بالفرنسية La perche (Perca fluviatilis)، وذلك نهاية شهر فيفري، حيث
قامت الفرقة التقنية بالتنقل إلى سد بريزينة بولاية البيض على مسافة 700 كلم الى
غرب البلاد من أجل صيد الأمهات الموجهة لعملية التفريخ، مرفوقة بالمستثمر النشيط
في مجال الصيد القاري بولاية قالمة نبيل عويسي، والذي يُعتبر رئيس غرفة الصيد البحري وتربية المائيات بولاية
قالمة، لما له من خبرة معتبرة في صيد ونقل أسماك المياه العذبة في السدود، كما ساهم في عملية صيد الأمهات الصياد المحترف قدوري العربي، رائد الصيد القاري بولاية البيض.
وحسب القائمين على
المشروع؛ تعتبر عملية تفريخ هذا النوع من السمك الأولى من نوعها على المستوى
الوطني، بعد أن نجحت المحطة في تفريخ أسماك الكارب والصندر منذ عدة سنوات.
وحسب ما نشرته صفحة
المحطة على صفحتها على الفايسبوك، فإن الهدف الاساسي من هذه العملية هو تنويع أسماك المياه العذبة ذات المذاق الجيد
وكذلك بهدف زراعة هذا النوع من الأسماك في سدود الناحية الشرقية للبلاد، خاصة وأنه
يوجد فقط في الوقت الحالي بسد بريزينة بولاية البيض أين تم اكتشافه هناك لأول مرة
منذ عدة سنوات.
التحكم في تفريخ سمك الصندر
وخلال نفس الفترة من
السنة الماضية، كانت قد انطلقت على
مستوى حملة تكاثر سمك الصندر (Sandre) ،
حيث قامت الفرقة التقنية للمحطة بالتحضير للعملية كمرحلة أولى من خلال تنظيف
الأحواض وتوفير المعدات والإمكانيات التقنية والعلمية، كما تم التحضير للعملية من
خلال الصيد في الحاجز المائي '' زايري'' وكذلك سد الموان بولاية
سطيف، وقد تم اصطياد مجموعة من أمهات سمك الصندر.
وخلال الأسبوع الأول من
شهر مارس دخلت حملة تكاثر سمك الصندر (Sandre) المرحلة الثانية، حيث قامت الفرقة التقنية بحقن
أمهات السمك بالهرمون المخصص لذلك من أجل تحفيزها لعملية التفريخ، بالموازاة مع
ذلك تم صناعة أكثر من 12 عش إصطناعي من أجل وضعها في الأحواض لكي تقوم أمهات
الأسماك بوضع البيض عليها، كما قامت الفرقة كجزء من التجارب العلمية بتقسيم هذه
الأعشاش إلى قسمين: القسم الأول وضع في الأحواض المخصصة للتلقيح الاصطناعي، والقسم
الثاني وضع في الأحواض المخصصة للتلقيح النصف اصطناعي.
للبحث
العلمي نصيب من التكوين أيضا
كما حضر في هذه العملية
طلبة من المدرسة العليا لعلوم البحر وتهيئة الساحل بالجزائر العاصمة وطالبة من
جامعة خميس مليانة بولاية عين الدفلة، وذلك في إطار التربص العلمي بهدف إعداد
مذكرات الماستر في مجال تربية المائيات والبيولوجيا الحيوانية.
وعند بداية الأسبوع الثاني من
شهر مارس دخلت عملية تفريخ سمك الصندر(Sandre) المرحلة الثالثة، حيث وضعت أمهات الأسماك البيض
في الأعشاش المخصصة لذلك، وقامت الفرقة التقنية بالاعتناء بهذه الأعشاش على مدار
24 ساعة ، وذلك بتوفير الأكسجين وقياس درجة الحرارة وتنظيمها تحضيرا لفقس بيض
الأسماك وخروج اليرقات.
وبتاريخ 21 جوان 2020 بإستزاع
كمية من صغار سمك الصندر تبلغ من العمر أكثر من 3 أشهر وطولها بين 5 و 10 سم، وهذا
في الحاجز المائي الزايري التابع للمحطة.
المحطة التجريبية بسطيف. ..
مدرسة حقيقية لنشر ثقافة تفريخ الأسماك
وكانت الحكومة الجزائرية، من
خلال وزارة الصيد البحري قد اتفقت مع جمهورية المجر على إنجاز مفرختين لأسماك
المياه العذبة بكل من سطيف وبرج وسيدي بلعباس من اجل تشجيع البحث في تفريخ أسماك
المياه العذبة على غرار الشبوط بانواعه ومختلف الانواع الاخرى، وذلك بهدف توقيف
عمليات الإستيراد وتشجيع الإنتاج المحلي لصغار الأسماك الموجهة لتدعيم المخزون
السمكي للسدود بالدرجة الاولى
ونجحت الجزائر في هذا المجال، حيث توقفت نهائيا عمليات استيراد صغار الأسماك التي كانت تكلف الدولة مبالغ
هامة من العملة الصعبة، حيث كانت سنة 2006 آخر سنة يتم فيها استيراد اسماك الشبوط من المجر
ويعتبر المهندس أحمد صابونجي مهندس مختلف عمليات تفريخ أسماك المياه العذبة والمشرف عليها، حيث كان العقل المخطط لمختلف عمليات التفريخ منذ بداياتها الأولى، كما تكون على يديه العشرات من طلبة الجامعات والمستثمرين من مختلف الولايات